يُعد التخطيط الصحي السليم للمستشفيات حجر الأساس لضمان كفاءة الخدمات وجودة الرعاية المقدمة، حيث تبدأ العملية بتحديد رسالة المستشفى التي تعكس هويتها وطبيعة خدماتها، مع صياغة أهداف استراتيجية واضحة وقابلة للقياس تراعي المعايير المحلية والدولية. تتبع ذلك وضع استراتيجية عمل شاملة تأخذ بعين الاعتبار البيئة المحيطة من حيث الخصائص الديموغرافية واحتياجات المجتمع الصحية، مع إجراء تحليل دقيق للبنية التحتية والقدرات التنافسية.
يشمل التخطيط إشراك كافة العاملين من أطباء وممرضين وإداريين في ورش العمل التشاورية، مما يضمن شمولية الرؤية وواقعية الأهداف. يتم تحديد إطار زمني محدد للخطة مع تقسيمها إلى مراحل تنفيذية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، يرافقها نظام متكامل للمتابعة والتقييم الدوري يشمل مؤشرات أداء دقيقة وآليات لتصحيح المسار. تعتمد هذه العملية على المرونة في التكيف مع المتغيرات مع الحفاظ على الثوابت الاستراتيجية، وتربط بشكل وثيق بين الجوانب الطبية والإدارية والمالية لضمان تحقيق الرؤية الشاملة للمستشفى كمنشأة صحية متكاملة.
تحديد رسالة المستشفى
تستمد المستشفى رسالتها الأساسية من طبيعة تفاعلها مع المجتمع والبيئة المحيطة، سواء على المدى القريب أو البعيد، حيث تمثل هذه الرسالة الجوهر الحقيقي لوجودها والغاية التي تسعى لتحقيقها. تُعرّف الرسالة نطاق عمل المستشفى واتجاهاتها الاستراتيجية، كما تشكل مرجعية أساسية توجه عمل جميع الكوادر الطبية والإدارية فيها. تنبع هذه الرسالة من حاجة المجتمع للخدمات الصحية، وتتأثر بعوامل عدة تشمل الإمكانيات المتاحة، الأولويات الصحية للمنطقة، والتوجهات الاستراتيجية للقطاع الصحي. يجب أن تكون الرسالة واضحة وواقعية وقابلة للقياس، مع مراعاة القدرة على التكيف مع التغيرات المستقبلية، بحيث لا تقتصر على تقديم الخدمات العلاجية فحسب، بل تشمل أيضاً الجوانب الوقائية والتوعوية والبحثية إن وجدت. تعكس الرسالة الناجحة هوية المستشفى وتميزها، وتشكل إطاراً لعلاقاتها مع المرضى والمجتمع والجهات الشريكة، كما تلعب دوراً محورياً في توحيد رؤى العاملين وتحفيزهم نحو تحقيق أهداف مشتركة. يجدر بالمستشفى مراجعة رسالتها بشكل دوري لتواكب التطورات الطبية واحتياجات المجتمع المتغيرة، مع الحفاظ على ثوابتها الأساسية التي قامت عليها.
امثلة على الرســالــــة
إن رسالة الهيئة الطبية للمستشفي هي توفير أعلى مستويات الرعاية الصحية للمرضى القاطنين في مدينة الجبيل الصناعية و ما جاورها من خلال الاستفادة القصوى من كافة الموارد المتاحة ويسعى المستشفى دائماً إلى تحسين نوعية الرعاية الصحية و توفير نطاق واسع من الخدمات الطبية من خلال متخصصين يحملون مؤهلات عالية حسب معاييراللجنة المشتركة لاعتماد مؤسسات الرعاية الصحية ووزارة الصحة.
امثلة على رؤية المستشفى
يسعى المستشفى إلى تطوير خدماته بشكل مستمر لمواكبة التطورات المتسارعة في مجال الطب و تطعيمه باستمرار بكوادر طبية مؤهلة تأهيلاً عالياً مدعومة بجهاز إداري لخدمة كافة الفئات العمرية من سكان مدينة الجبيل الصناعية .
معوقات عملية التخطيط في المستشفى
تواجه عملية التخطيط الاستراتيجي في المستشفيات تحديات جسيمة تعيق فعاليتها، حيث تتصدر البيئة المعقدة والمتغيرة قائمة هذه المعوقات، خاصة مع تزايد الأزمات الصحية غير المتوقعة والتقلبات الاقتصادية التي تجعل التنبؤ بالمستقبل أمراً بالغ الصعوبة. يضاف إلى ذلك غموض الأهداف وعدم وضوح الرؤية الاستراتيجية، مما يحول دون وضع خطط واضحة المعالم. وتتفاقم المشكلة بسبب ضعف البنية التحتية لنظم المعلومات التي تفتقر للبيانات الداعمة لصنع القرار، بينما تشكل مقاومة التغيير من قبل الموظفين -خاصة ذوي الخبرة الطويلة- حاجزاً نفسياً وإدارياً أمام أي تطوير. كما تستهلك عملية التخطيط الوقت والموارد المالية الشحيحة أصلاً، في ظل إدارة مركزية تعتمد على فرد واحد يفتقر أحياناً للخبرة الكافية، مع غياب شبه تام للثقافة الاستراتيجية لدى متخذي القرار الذين يفضلون الحلول الآنية على التخطيط بعيد المدى. هذه التحديات المتشابكة تتطلب تحولاً جذرياً في النهج الإداري وبناء أنظمة معلومات متطورة وتبني ثقافة تنظيمية جديدة تعزز المشاركة والشفافية لتمكين التخطيط الفعال.
مصطلحات
التخطيط
التخطيط في جوهرة عبارة عن صناعة القرارات الحالية في ضوء تأثيرها المستقبلية التخطيط هو العملية التي تقوم على تحليل البيانات وتحديد الاحتياجات وتقدير الموارد المتاحة واستعمال هذا التحليل في الإعداد للتغير وفقا لأهداف مقصودة ومحددة مسبقا خبراء منظمة الصحة العالمية التخطيط هو الإدارة التي تهدف إلى زيادة فاعلية البرامج والخدمات الصحية لتزويد أكبر عدد ممكن من الأفراد بأقصى حد من المنافع الصحية وبأقل تكاليف وتنمية جميع الخدمات المعنية بالصحة بصورة منظمة للنهوض بالصحة واستعادتها والوقاية من المرض
المستشفى
هو مؤسسة تحتوى على جهاز طبي منظم يتمتع بتسهيلات طبية دائمة تشمل أسرة للتنويم وخدمات طبية تتضمن خدمات الأطباء ، وخدمات التمريض المستمرة لتقديم التشخيص والعلاج للمريض ( الجمعية الأمريكية للمستشفيات ، 1974م ) .
المستشفى العام
وهو المستشفى الذي يضم تخصصات طبية متعددة مثل : ( الأمراض الباطنية ، الجراحة العامة ، أمراض النساء والولادة ، أمراض القلب ، وأمراض الأطفال ، أمراض الجلدية والتناسلية ، أمراض الأنف والأذن والحنجرة ، أمراض العظام ) ، وعادة لا يعالج الأمراض المعدية وإن كانت هناك بعض المستشفيات العامة تضم أقساما لعلاج هذه الأمراض . ويدار المستشفى العام من جهة حكومية قد تكون وزارة الصحة مثلا . وهذا النوع من المستشفيات يطبق الأنظمة الحكومية في تنظيماتها ولوائحها المالية والإدارية ويدار مفاهيم الإدارة العامة ولا يستهدف الربح .
القطاع الخاص
هو الأنشطة المختلفة التي تدار على أسس اقتصادية ، باستخدام أساليب إدارية متطورة ومرنة تعمل على الاستغلال الأمثل لمدخلات النشاط ، لتحقيق أهداف منشآت الأعمال في إطار من الالتزام بالنظم والمبادئ والتقاليد والأعراف السائدة . وقد يكون فردا أو مجموعة أفراد (النمر ، 1995م)
مجالات التخطيط في المستشفيات
- دراسة الاحتياجات الصحية لأفراد المجتمع المحيط بالمستشفى والمتوقع أن يستفيد من خدمات المستشفى المختلفة مع دراسة أي معوقات يمكن أن تعترض إنشاء هذه الخدمة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
- وضع الخطة الإستراتيجية للمستشفى أي خطة المستشفى العامة وأجراء البرمجة الزمنية لها وفقا لأولويات احتياجات أفراد المجتمع الصحية وتبعا للإمكانات البشرية والمادية المتاحة في صورة خطط سنوية ( خطة المستشفى التشغيلية
- التنسيق بين مختلف الوحدات التشغيلية في المستشفى لضمان التنفيذ الجيد لخطة المستشفى التشغيلية .
- وضع مواصفات ومعايير لقياس أداء الخدمات التي يقدمها المستشفى .
- وضع مواصفات للأبنية والمعدات والأجهزة الواجب توافرها بالمستشفى .
- تحديد احتياجات المستشفى من القوى العاملة اللازمة وعمل خطط تدريب العاملين الجدد.
- وضع الميزانية العامة للمستشفى وهي تتكون من إجمالي الموازنات التفصيلية للوحدات التشغيلية المختلفة به .
فريق التخطيط
يتطلب تصميم المستشفيات وبناءها وتهيئتها لاستقبال المرضي وتشغيلها مواصفات خاصة ومقاييس معينة تتقضى الفحص والتمحيص الفني والإداري ولهذا أوضحت منظمة الصحة العالمية في احد تقاريرها الفنية إن تخطيط المستشفيات عبارة عن عملية تتميز بطابع فني معقد ولهذا أوصت أن يضم فريق التخطيط خبراء في إدارة الخدمات الصحية وفي الأعمال الإكلينيكية والتمريض وكذلك مهندسين ومعماريين لهم خبرة في تصميم المستشفيات والتخطيط المدني ولهذا فإن الباحثين يرون إن يضم فريق التخطيط :
- ممثل عن مجلس إدارة المستشفى
- مدير المستشفى
- مهندس معماري
- ممثل عن الفريق الطبي .
- مستشار في تخطيط المستشفيات .
- مهندسون ذو تخصصات متنوعة ( مدني – ميكانيكا – كهرباء – تمديدات – حاسب آلي …… الخ ) .
ويعمل هذا الفريق تحت إشراف مجلس إدارة المستشفى وقيادة كل من مدير المستشفى والمهندس المعماري الذين يحتملون مسئولية مشروع المستشفى من بدايته إلى نهايتها على أن يكون للمشروع مدة زمنية محددة من تاريخ بدء العمل فيه وحتى نهايته وتسليمه للتشغيل مراحل تخطيط أقامة مستشفى جديد أو توسعة مستشفى قائم
تتم عملية التخطيط عبر نشاطات متعددة وتمر بما يلي من خطوات :
تحديد منطقة الخدمة للمستشفى : المقصود بها المنطقة التي تعيش فيها سكان يتوقع إن يشملهم المستشفى بخدماته وذلك عن طريق رسم الحدود الجغرافية للقاعدة السكانية المراد خدمتها وتحديد هذه المنطقة هام جدا إذ على ضوئه يتم تحديد حجم المستشفى وعدد الأسرة فيه ونطاق خدمات التشخيص والعلاج اللازمين لهذه المنطقة بعد تقرير عدد الأفراد المحتمل أن يستفيدوا من المستشفى ولمعرفة من الدراسة المسحية للمستفيد ( المنطقة ) :
- الطريقة المباشرة وتعتمد على سؤال المواطنين عن موطن إقامتهم وعن الجهات التي توفر لهم خدمات الرعاية الصحية وأماكنها .
- الطريقة غير المباشرة وتعتمد على السجلات الطبية الموجودة المستشفيات لمعرفة إقامة المرضى القادمين لهذه المستشفيات وإعدادها ومعرفة نوعية الأمراض المنتشرة في المنطقة المراد إقامة مستشفى فيها .
- كما تساعد الاستبيانات على مقدمي الخدمات الصحية في المناطق المجاورة وتحليل سجلات الولادة والوفاة على التعرف على أماكن تجمع السكان وتقدير حجم الرعاية التي يمكن أن تقدمها لهم المستشفى المراد تخطيطه كما تساعد الدراسة المتعلقة بتسلسل التركيب الهرمي للسكان في المنطقة في تحديد مستوى الرعاية المراد تقديمها فمثلا المنطقة التي تعداد سكانها ثلاثون ألف نسمه لا تحتاج إلى نفس مستوى الرعاية التي تقدم لمنطقة يصل عدد سكانها إلى مليون نسمه .
(للتحميل) من قوقل درايف
الذهاب إلى الموضوع التالي هنا
العودة إلى الصفحة الرئيسية هنا
(مشاهدة) على يوتيوب
